“لكَيْ تكونَ شَرِكَةُ إيمانِكَ فعّالَةً في مَعرِفَةِ كُلِّ الصَّلاحِ الّذي فيكُم لأجلِ المَسيحِ يَسوعَ”. (فيلمون ٦:۱)
كلمة “معرفة”في الشاهد الإفتتاحي مأخوذة من الكلمة اليونانية (epignosis= إيبي غنوسيس)، وتعني “المعرفة الكاملة الدقيقة، أو التّمييز الكامل”. فكلّما زاد الوعي لخطاياك، كلما وجدت نفسك تُخطئ. وتسأل نفسك، لماذا أفعل هذا؟ وبطريقة ما تجد نفسك مُخطئاً، بالرغم من صعوبة محاولتك للتوقف. مشكلتك هي: التأسيس الخطأ.
من ناحية أخرى، كلّما زاد الوعي لديك بالأشياء الجيدة التي فيك، كلّما تفعل المزيد من الخير. هذه هي الطريقة التي يُعمل بها. ستجد نفسك تفعل الأشياء الصحيحة وتقول الأشياء الصحيحة.
لم يقل الله: إذا اعترفت بخطاياك، فإن إيمانك سيصبح فعّالاً أو يُعطي النتائج المرجوّة!! يقول الكتاب: إذا كنت تريد أن يأتي إيمانك بنتائج عظيمة، فيجب أن تكون لديك “المعرفة الكاملة” بالأشياء الصالحة التي وضعها الرب فيك في المسيح يسوع. وهذه الأشياء الصالحة ليست أعمالك الصالحة، ولكنها الودائع الإلهية في روحك ومن أنت في المسيح.
“بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ”(رومية ٢۰:٣)، هذا هو المكان الذي توجد فيه مشكلة معظم المسيحيين!! معظم الوعظ الذي تسمعه في الكنيسة يتعلّق بمبدأ الناموس. على سبيل المثال، شخص ما يريد أن يصلي من أجل المرضى، سيسأل نفسه: هل أنا جيّد بما يكفي للصلاة لهذا الشخص؟ قد يسأل آخر: هل صلّيت وصمت بما يكفي للصلاة لشفاء المريض؟
بدلاً من النظر لِمَا سبق وفعله المسيح “الذي بجلداته الشِّفاء” (إشعياء ٥:٥٣)، فإنهم ينظرون إلى ضعفهم، ولا يعترفون بالأشياء الصالحة التي فيهم، وبالتالي فإن إيمانهم لن يعمل. حتى في علاقاتنا اليومية؛ كلّما زاد تركيزك على نقاط ضعف الأشخاص، أصبحت فعاليتهم أقل. هذا ينطبق حتى على الخدمة والقيادة. فكلّما انتقدت الناس أكثر، وركزت على نقاط ضعفهم، كلّما قلّت فعاليتهم، ولا يمكنك الحصول على أفضل النتائج من خلال البحث المستمر عن الأخطاء ومحاولة تصحيحها طوال الوقت. لكن إذا ركّزت على الأشياء الجيّدة فيهم، فسيتم تصحيح الأخطاء مع مرور الوقت.