احفظ فمك ولسانك

0

إنّ الإنسان مخلوق على صورة الله، لذلك فقد ميّزه عن كل المخلوقات وأعطاه القدرة على الكلام. فكل ما كان يريده الإنسان، موجود في فمه. ويستخدم الناس كلماتهم للتنبؤ على حياتهم سواء بالخير، والبركة، والصحة، والإزدهار. أو للتنبؤ بالشرّ، والمرض، والفقر، والموت.  

كان يكفي أن يتكلم آدم أو حواء ضدّ الحية كي يأمراها بالخروج من الجنّة لكنها جعلت الصمت يسود عليهما وتسلّمت قيادة الحديث. ومن حينها برمج الشيطان كل لغات العالم باللعنة، والشتيمة، والموت. إن الشيطان لا يملك القدرة  ليأخذ حياة الإنسان بإرادته، ولكنه يستطيع أن يبرمج الإنسان من خلال معتقداته الخاطئة ليتنبّأ على نفسه بالموت. 

فنجد الأب الغاضب من طفله، يصرخ قائلاً:” رح تجبلي آخرتي”. وأمام الحلوى الشهيّة نقول:”رح تموّتني قد ما طيبة”! يتدفق الموت واللعنة بحريّة دون تفكير من الناس لأنه أصبح جزءاً من محادثتهم ولغتهم العاديّة.

يقول كاتب سفر الأمثال: “مَنْ يَحفَظُ فمَهُ ولِسانَهُ، يَحفَظُ مِنَ الضّيقاتِ نَفسَهُ” (أمثال٢٣:٢١). وكلمة “يحفظ” تعني في الأصل العبري: “يحمي” ، أي عندما نعلن فضل الله على عائلاتنا، وأطفالنا، وممتلكاتنا، وأنفسنا، فإننا نحمي أرواحنا من المتاعب. وهنا يتجلّى موقفنا من حياتنا من خلال الكلمات التي نتنبّأ بها على أنفسنا. فبدلاً من قولنا في كل عيد مولد لنا (كم كبرنا! وكم تغيّرت حياتنا!)، يمكننا أن نذكّر أنفسنا كيف يجدّد الله كالنسر شبابنا. ربما غير مألوف أن نقول هذه الكلمات الإيجابيّة في عالم مليء بالسلبيّة، لكن الحقيقة أنّنا لسنا من هذا العالم. لقد أصبحنا – نحن المؤمنين – خليقة جديدة، لهذا السبب من المهمّ أن نذكّر أنفسنا بأنّنا في المسيح، مخلّصين، أبرار، مباركين. في عالم مليء بالسلبية، من المهمّ أن نتكلّم بكلمات الحياة التي تليق بأبناء الحياة.

نحن مفديّون من العليّ، نحن ملوك وكهنة مملكته. وإن كلام الملك أوامر تنفّذ دائماً.هذا هو امتياز أن نكون ملوكاً في ملكوت الله. كل ما تحتاجه في حياتك يمكنك الحصول عليه وقد وضعه الله ببساطة في فمك!

كيف خلُصت ؟ باعتراف الفم. إذا كان مصيرك الأبدي قد تغيّر من الجحيم إلى النعيم، من اللعنة إلى البركة بكلمة منطوقة، فكم بالحري البركات العاديّة للحياة؟

أيها الحبيب، لقد توّجنا يسوع بلقبين، “ملوك” و”كهنة”. نحن لا نحكم فقط كملوك ولكننا نتحدث أيضا عن أقوال الله في حياتنا ككهنة. هذا هو السبب في أن الله قد أعطانا عطيّة فريدة لم تكن لدى أيّ شخص آخر في العهد القديم. 

تذكّر أنك ملك وكاهن في ملكوت يسوع. تكلّم وآمن بما تكلمت به وسيتحقق!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.