“أَعْطُوهَا مُكَافَأَةَ تَعَبِهَا، وَامْدَحُوهَا عَلَنًا عَلَى أَعْمَالِهَا”. (أمثال ٣١:٣١)
“لا يمكن أن يكون الله في كلّ مكان، لذلك خلق الأُمّهات”. هذه المَقولة القديمة ليستْ دقيقة لاهوتيًّا، لكنّها مُنصِفة في وصف دور الأُمّهات في الحياة بشكل رائع.
إنّ الأمومة من أعظم عطايا الله للبشريّة، فالأم بمحبّتها وعطائها والتزامها تغرس عبر الأجيال الخصائص الاجتماعيّة وتدعم النمو الجسديّ والنفسيّ و الرّوحيّ بمسيرة الأبناء، تخيَّل كيف سيكون العالم دون أمهات؟ سيكون مكانًا عقيما بارداً لا حبّ فيه ولا دفء.
فقد خصَّها الله بميزة من الناحية البيولوجيّة وهي احتضان حياة في أحشائها فتميّزت بصفة التضحيّة بالنفس، فعندما تكون بحالة الحمل، يركّز جسم المرأة اهتمامه الرئيسيّ على تغذية تلك الحياة الجديدة التي تنمو بداخله، ويعطي جسمها الأولويّة تلقائيًّا لاحتياجات الطفل قبل أنْ يولد. وبعد الولادة، تستمر الأم في التضحية من أجل أولادها، وتبذل كل ما في وسعها لتضمن لهم أفضل حياة.
لا توجد قوّة رعاية على كوكبنا أعظم من الأُمّ. عندما كان الرسول بولس يصف محبّته للكنيسة في تسالونيكي، استخدم تشبيه محبّة الأُمّ ليصف مدى اهتمامه الشديد بأهل تسالونيكي. وذكّرهم أنّه كان مثل الأُمّ اللطيفة الّتي” تَحْنُو عَلَى أطْفَالِهَا وَتُرضِعُهُمْ” (١ تسالونيكي ۷:۲). وعندما وصف الله محبّته لشعبه استعارة بالأُمّ وقال: “كإنسانٍ تُعَزّيهِ أُمُّهُ هكذا أُعَزّيكُمْ أنا” (إشعياء ١٣:٦٦).
تستحقّ الأُمّ أن نشكرها كل لحظة و ليس فقط في عيدها، حتمًا هي ليست كاملة، ولا تفعل كلّ الأشياء بشكل مثاليّ ولكنّها أعطت الحياة وضحَّت وفعلتْ كلّ ما في وسعها لتُعِدَّ أشخاصًا مُحبِّين ومُميّزين. ولكل الأمهات، أقول شكراً لكنّ على تعبِكُنّ لإعداد الأطفال ليصبحوا رجالاً ونساءً صالحين للأجيال القادمة. عالمنا لا يمكنه أن يحقّق ذلك بدونكُنّ. شكراً لكنّ على كلّ ما تفعلنّه. عيد أُمّ سعيد.