“فَالآنَ إِذاً لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيَّةُ دَيْنُونَةٍ بَعْدُ”.(رومية ١:٨ )
إنّ المنطق الإلهي للرب يسوع وكذلك الرسل كان دائماً هكذا:”إذا أصبح الناس أحراراً من الشعور بالإدانة أو الدينونة، تفقد الخطيّة قوّتها”.
هل تتذكر المرأة التي أُمسكت وهي تزني؟ قال لها يسوع عندما أنقذها، “يا امرأةُ، أين هُم أولئكَ المُشتَكونَ علَيكِ؟ أما دانَكِ أحَدٌ؟”. فقالَتْ “لا أحَدَ، يا سيِّدُ!”(يوحنا ١٠:٨ ). يبدو أن يسوع كان مهتماً أكثر بموضوع الدينونة وليس خطيّتها، كان مهتماً بشأن “هل ما زلتِ تشعرين بالدينونة”؟ هل ما زلتِ تشعرين بالعار؟ هل ما زلتِ تشعرين أنّك مُتّهمة؟ فقالَ لها يَسوعُ: «ولا أنا أدينُكِ. اذهَبي ولا تُخطِئي أيضًا”(يوحنا ١١:٨ ).
لقد عكست الكنيسة الترتيب الإلهي، مع أنّه لا يمكنها أن تعبث بكلمة الله. عندما يقول الرب أن شيئاً ما يجب أن يأتي أولاً فإنه يجب أن يأتي أولاً. ما وضعه الله أولاً، لا يمكن للإنسان أن يضعه في الأخير. لقد قال الله: أن “لا دينونة” تأتي أولاً، عندها تستطيع أن تذهب ولا تخطئ أيضاً وتعيش حياة منتصرة تمجّد فيها يسوع. لكن الكنيسة تقول: “اذهب ولا تخطئ أيضاً عندها لن ندينك. عندما تستقبل النعمة الغير مُستحقة وهدية عدم الإدانة من يسوع تستمدّ القوّة لأن تذهب ولا تُخطئ أيضاً.
بعد هذه الحادثة كلّم يسوع الفريسيّين قائلاً: “أنا هو نورُ العالَمِ. مَنْ يتبَعني فلا يَمشي في الظُّلمَةِ بل يكونُ لهُ نورُ الحياةِ”(يوحنا ١۲:٨ ). كلمة “فلا” في اللغة اليونانية هي نفي مزدوج وهي تعني أبداً وأبداً، نفي قوي قاطع، أي لا تستطيع أن تمشي في الظلمة عندما تكون تلميذاً ليسوع. النور الذي يأتي به يسوع لحياتك لا يُريك خطيّتك بل يُريك كم أنت طاهر بدمه، النور الذي يُضيء على ضميرك يُريك إلى أي مدى عمل المسيح كامل في إزالة كل خطاياك. النور الذي يُضيء هو نور يكشف لك الكمال الذي جعلك عليه، والطهارة التي جعلك فيها.