المحبة أعظم من الإيمان والرجاء

0

“أمّا الآنَ فيَثبُتُ: الإيمانُ والرَّجاءُ والمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاثَةُ ولكن أعظَمَهُنَّ المَحَبَّةُ” (۱كورنثوس ۱٣:۱٣).

عندما كنت مؤمناً جديداً؛ تعلّمت التّركيز على مزيد من الإيمان ومحاولة البقاء مُتفائلاً عندما تبدو المواقف يائسة. غالباً ما شعرت بالإدانة عندما سارت الأمور في حياتي من السّيء إلى الأسوأ!! في ذلك الوقت؛ اعتقدت: أن السّبب في ذلك هو “قلَة إيماني”، وكنت أصرخ إلى الرب:“يا سيِّد، أعِنْ عدمَ إيماني” (مرقس ٢٤:٩)، لذلك كنت أفعل كل ما أعرفه للحصول على مزيد من الإيمان.

ذات يوم، سمعت الروح القدس يُخاطب قلبي:”لا تحتاج إلى مزيد من الإيمان، لكنك تحتاج إلى فهم أكثر لمدى محبة الله لك”. كانت هذه واحدة من أكثر الحقائق المُدهشة التي تعلمتها واختبرتها في حياتي.فجأة!! عرفت لماذا علّم بولس أن المحبة أعظم من الإيمان والرجاء. الإيمان والرجاء وحدهما لا يُنتجا الحب، لكن الحب وحده له القدرة على تفعيل الإيمان والرجاء في قلبك، وأن محبة الله لنا هي مصدر وأساس الإيمان والرجاء. 

عندما يقتنع قلبك: أن الله يحبك تماماً كما أنت، وليس كما تعتقد أنه يجب أن تكون!! يمكنك أن تثق أو يكون لديك إيمان في شخص يحبك بهذه الطريقة!! الإيمان ببساطة: هو استجابة لمحبة الله لك. أريد أن يعرف الناس عن محبة الله لهم، بل وأن يختبروا هذه الحقيقة في قلوبهم. هذه الحقيقة العميقة وحدها، ستؤثّر على قدرتهم أن يثقوا بالله. وهذا هو جوهر الإيمان، الذي سيساعدهم في تحقيق أحلامهم وآمالهم وأن تكون حقيقة فيه.

وكما يحتاج الجسد المادي للماء والغذاء والأكسجين للبقاء على قيد الحياة، يحتاج المؤمن أيضاً للإيمان والرجاء والمحبة، ليعيش في جوّ روحي صحيح ينمو فيه. وعندما يقتنع قلبك تماماً أن الله يحبك، فإن ثمر هذا القلب المُقتنع هو الإيمان والرجاء. فلا ترتكب الخطأ الذي ارتكبته بالتركيز على الإيمان والرجاء بدل التركيز على محبة الله لك. ومتى فعلت هذا، يتدفّق الإيمان والأمل في حياتك بشكل طبيعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.