“بِمُوجِبِ هَذِهِ الإِرَادَةِ الإِلَهِيَّةِ، صِرْنَا مُقَدَّسِينَ إِذْ قَدَّمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، مَرَّةً وَاحِدَةً، جَسَدَهُ عِوَضاً عَنَّا”. (عبرانيين١٠:١٠)
في ظل العهد القديم لم يكن العمل ينتهي أبدا: فالكهنة يقدمون الذبائح باستمرار المرة تلو الأخرى. وهذه الذبائح لا تستطيع البتة أن تنزع الخطايا (عبرانيين ١١:١٠) أو تجعل أحدا طاهرا إلى التمام (عبرانيين ١:١٠) لكن فيها كل سنة ذكر خطايا (عبرانيين ۳:١٠) فالرب أراد لليهود أن يعلموا أن العمل لم يكتمل بعد وأن الطقوس لا تنتهي، فهناك دائما خطايا يجب أن يُكفّر عنها.
ثم جاء يسوع الذي صنع ما لا يمكن أن نفكر فيه. لقد أبطل كل ذبائح العهد القديم وبالتالي لم يعد هناك مبرر لتقديم المزيد من الذبائح لأنه قدم ذبيحة نفسه مرة وإلى الأبد وبعدها جلس عن يمين الله. وفي هذا إشارة أنه ولأول مرة في التاريخ يستطيع الكاهن الذي قدم الذبيحة تكفيرا عن الخطايا أن ينهي عمله ويجلس “وَهُوَ الَّذِي بَعْدَمَا طَهَّرَنَا بِنَفْسِهِ مِنْ خَطَايَانَا، جَلَسَ فِي الأَعَالِي عَنْ يَمِينِ اللهِ الْعَظِيمِ” (عبرانيين ۳:١). فالعمل قد أُكمل والذبيحة الكاملة عن الخطايا قد قُدّمت. وقد نسأل أنفسنا: ماذا يجب أن نصنع نحن تجاه خطايانا؟ هل يجب أن نتبع نظام مرتا فندور حول أنفسنا في المطبخ حتى نعدّ ليسوع متطلباته؟ أم نفعل مثل مريم ونجلس عند قدميه مستريحين في المكان الذي أعدّه هو لنا (لوقا ۳٨:١٠-٤٢)؟
لقد تمّ العمل، لقد تبررنا، لقد تطهرنا. فالصليب صنع لنا فداءً أبديا مرة وإلى الأبد. ولذلك يجب أن نفرح ونبتهج دائما بدم ذبيحة يسوع المسيح الذي طهرنا إلى الأبد ولا تحتاج إلى تكرار. لقد تم الغفران وتطهير الخطايا “لقد أكمل” وأُكمل حقاً.