جوهر العهد الجديد

0

“ويَشهَدُ لنا الرّوحُ القُدُسُ أيضًا. لأنَّهُ بَعدَما قالَ سابِقًا: «هذا هو العَهدُ الّذي أعهَدُهُ معهُمْ بَعدَ تِلكَ الأيّامِ، يقولُ الرَّبُّ، أجعَلُ نَواميسي في قُلوبهِمْ وأكتُبُها في أذهانِهِمْ، ولَنْ أذكُرَ خطاياهُمْ وتَعَدّياتِهِمْ في ما بَعدُ».وإنَّما حَيثُ تكونُ مَغفِرَةٌ لهذِهِ لا يكونُ بَعدُ قُربانٌ عن الخَطيَّةِ. (عبرانيين ١٠:ە١١٨)

يقتبس كاتب العبرانيين من إرميا 31، ذاكراً وعد الله في العهد الجديد. ويتضمن هذا الوعد شريعة الله المكتوبة في قلوبنا وعقولنا، ممّا يعني أننا نعيش بموجب العهد الجديد بحسب الروح الساكن فينا. وأيضاً قال الله في إرميا: “لِأنِّي سَأغفِرُ إثمَهُمْ، وَلَنْ أعُودَ أذكُرُ خَطِيَّتَهُمْ” (إرميا ۳٤:٣١). وأكّد لنا ذلك في رسالة العبرانيين أنه لن يغفر فقط بل سينسى أيضا كل الذنوب والآثام.

هل هناك فرق بين الذنوب والآثام ؟ نعم، الذنوب تعني، أخطاءك الشخصيّة، بينما الآثام هي خطايا الآباء ولعنة الأجيال. في العهد القديم توعّد الله أنه سيفتقد آثام الآباء في البنين حتى الجيل الثالث والرابع من مبغضيه (خروج ٢٠:ە)، ولكن في العهد الجديد، وعدنا أنّه لن يتذكرها أبداً ولن يحاسبنا عليها بعد الآن لأن يسوع أزال اللعنة على الصليب. ما أعظم نعمة الله!

إن الوعد الثاني هو جوهر العهد الجديد.عندما أزال الله خطايانا لم يعد هناك ذبيحة عن الخطية (عبرانيين 18:10)، فلا حاجة لذبح المزيد من الحملان، لا حاجة للكهنة فيما بعد لتقديم الذبائح، ولسنا بحاجة إلى سفك المزيد من الدم، لأن يسوع دفع ثمن ديوننا بالكامل وسفك دمه مرة وإلى الأبد.

ولكن ألستُ بحاجة إلى الإعتراف بخطاياي حتى يغفرها لي الرب؟ وماذا عن رسالة يوحنا الأولى ۹:١ حيث يقول: “إنِ اعتَرَفنا بخطايانا فهو أمينٌ وعادِلٌ، حتَّى يَغفِرَ لنا خطايانا ويُطَهِّرَنا مِنْ كُلِّ إثمٍ”. كان يوحنا يتحدث هنا عن النّاس الخطاة الذين ينكرون أن لديهم خطيئة آدم، وليسوا بحاجة إلى مخلّص. فكل ما عليهم فعله هو الإعتراف بيسوع لكي يولدوا من جديد، وهو أمين وعادل حتّى يغفر لهم. أمّا عندما يتحدث يوحنا عن المؤمنين، فإنه يشير إلينا على أنّنا “أولاده الصغار” ثم يخبرنا أنّه إذا أخطأنا فلدينا شفيع عند الآب (١يوحنا ١:۲).

هنيئاً لنا لأن الله اختار ألاّ يتذكّر خطايانا فيما بعد، وهذا جوهر عهد النعمة في العهد الجديد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.