دم الخروف القوي

0

“وهُم غَلَبوهُ بدَمِ الخَروفِ وبكلِمَةِ شَهادَتِهِمْ” (رؤيا ۱۱:۱٢).

قرأت قصة حقيقيّة، فأعجبتني!! رجل غنيّ يتمشّى في مزرعته، فرأى أفعة من النّوع السّام جدّاً، تلسع أحد خرافه في وجهه، ففي الحال! انتفخ وجه الخروف بشكل مخيف. أصاب القلق صاحب الخراف، أما الخروف المُجروح لم يهتم! واستمرّ كعادته في الأكل والشّرب، وواصل حياته بشكل طبيعي في المزرعة، لأنه عرف أنه بخير. مع أن وجه الخروف انتفخ لمدّة يومين، لكن دم الحمل دمّر سُمّ الحيّة. فالأفعى قامت بفعلتها، ولم تعرف نوع “الدّم” الذي يجري في عروق الخراف، “دم الخروف” الذي تُصنع منه غالباً مُضادّات السّموم.

مذهل جدّاً؛ أن تُصنع مُضادّات السّموم من “دم الخراف”!! حقيقة علميّة مذهلة!! فقد أثبتت التجارب العلميّة: أن الخروف يقوم بصنع مضادّات حيويّة ضدّ سموم الثّعابين. يستخدمها البعض كدواء وجرعات (antivenin= مُضاد السّم) ضدّ لدغات الحيّة. وفعلاً، هذا اكتشاف علميّ رائع جدّاً! وله أعماق روحيّة عظيمة.

انظروا ماذا حدث للرسول بولس أثناء رحلته الأخيرة إلى رومية!! أبحر بولس أسيراً مع مئتين وستة وسبعين راكباً، فتحطَّمت السّفينة نتيجة الطقس العاصف، فوجدوا أنفسهم على جزيرة مالطة…وبينما أشعل مستوطنو الجزيرة ناراً تقينا من البرد، تقدّم بولس للمساعدة، “فَجَمَعَ كَثِيراً مِنَ الْقُضْبَانِ وَوَضَعَهَا عَلَى النَّارِ، فَخَرَجَتْ مِنَ الْحَرَارَةِ أَفْعَى وَنَشِبَتْ فِي يَدِهِ…فَنَفَضَ بولسُ الْوَحْشَ إِلَى النَّارِ وَلَمْ يَتَضَرَّرْ بِشَيْءٍ رَدِيءٍ” (أعمال ٣:٢٨٥). لدغ الثعبان السّام بولس، ولكن سمّه المُميت لم يؤثّر عليه! هل عرفت السّبب!! نعم، “دم يسوع” حمل الله يحمي بولس من ضرر الثعبان. واليوم، لا تستطيع الثعابين التي تلدغنا وتضخّ سمّها فينا، أن تُؤذينا لأن “دم الخروف” غسل خطايانا وانتصر على الموت.

لذلك؛ لا تقلق بشأن لدغة الحيّة! آمن، وثق أنّ “دم الحمل” يسري في عروقك. فالمؤمن في المسيح هو خليقة جديدة (٢كورنثوس ۱۷:٥)، وبالتالي، فهو لبس المسيح (غلاطية ٢۷:٣)، وبالتالي؛ فهو لا يُقهر، له حصانة ضدّ هجوم العدو، لأنّه “أُعطي سلطاناً من المسيح أن يدوسَ الحيَّاتِ والعقاربَ وكلَّ قوَّةِ العدو” (لوقا ۱٩:۱٠). فإن أُصيب كلّ من حوله “بفيروس”، فالمؤمن في مناعة، لأنّ الحياة “دم الخروف” تسري في داخله، ولا يمكن أن يتأثر بأي شيء مُميت: سمّ، مرض، سقم، أو حتى عجز…تذكّر: أنّك في المسيح مُحصّناً منيعاً من كل هجوم ومكائد الشّرير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.