“فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هَذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. إِذْ إِنَّهُ، وَهُوَ الْكَائِنُ فِي هَيْئَةِ اللهِ، لَمْ يَعْتَبِرْ مُسَاوَاتَهُ لِلهِ خُلْسَةً، أَوْ غَنِيمَةً يُتَمَسَّكُ بِها”.(فيلبي ٢:ە–٦)
إنّ تغيير طريقة تفكيرنا يُعَدُّ أمرًا أساسيًّا في حياتنا كمؤمنين، لهذا السبب طلب بولس من كنيسة رومية ألا تتكيّف مع العالم، بل أن تتغيّر، وقال إنّ الطريقة للقيام بذلك هي بتجديد أذهانهم (رومية ٢:١٢).
لا يستطيع الشيطان قراءة أفكارك، لكن يمكنه بالتأكيد أن يرمي العراقيل في طريقك وإذا ركزت عليها سينحرف تركيزك وتزعجك، وتؤثّر على مشاعرك بالكامل. إنّ تفكيرك في معرفة من أنت في المسيح، يؤثّر على طريقة عيشك. هل ترى نفسك خاطئًا يحتاج إلى الحكم، أو ترى نفسك ابن الله المَفدي والمُقدَّس؟
لقد أمضى الرسول بولس الكثير من الوقت في تذكير المؤمنين بمن هو في المسيح. فنجده يسلِّط الضوء على خطيئة الزنا بسؤاله: “أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ”(١كورنثوس ١۹:٦). هو يصحّح لهم ما يعرفونه عن هويتهم ويذكّرهم بالحق وأنهم برّ الله في المسيح، من أجل تقويم مسيرتهم في الحياة.
في الشاهد الإفتتاحي يقول بولس للكنيسة أن تفكّر مثل يسوع، ثمّ يخبرنا كيف يفكّر يسوع: الذي كان في طبيعة الله لم يصبح هذا اختلاسا أن يحسب معادلاً لله. لاحظ ما فكّر به، إنّه لن يكون من الخطأ أن يعتبر نفسه مساويًا لله. نحن نعلم الآن أن بولس لا يلمّح إلى أنّنا آلهة صغيرة، لكنّه يخبرنا أن نفكّر في أنفسنا كما فكّر يسوع في نفسه.
عرف يسوع مكانته عند أبيه، وكان آمنًا تمامًا فيما افتكر أبيه عنه. يشجّع بولس المؤمن أن يكون آمنًا تمامًا في مكانته مع الله. أنت برّ الله في المسيح (۲كورنثوس ە:٢١) فأنت إذن من أبناء الله (يوحنا ١۲:١) عندما تعلم أنّك تمامًا مثل يسوع ( ١يوحنا ١۷:٤)، تبدأ في الارتقاء إلى هذه المكانة.
بمجرد أن تدرك من أنت في المسيح، ستبدأ أفعالك في التَّوافُق مع إيمانك. عندما تتعلّم كيف تفكّر مثل المسيح وتنظر إلى نفسك كما فعل، فإنّ الخطيّة ستتوارى من حياتك! ستنظر إلى الفشل على أنه إحراج لموقفك، كما لو أنّ مجرّد التفكير فيه هو أقل من شخص في مكانتك.
الله صالح فانظر لنفسك اليوم على أنّك ابنه، واسترح في صلاحه .