“إِذْ إِنَّهُ، بِتَقْدِمَةٍ وَحِيدَةٍ جَعَلَ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَدَّسَهُمْ كَامِلِينَ إِلَى الأَبَدِ”. (عبرانيين ١٤:١٠)
رغم إن ذبيحة المسيح قُدّمت منذ ألفي عام. فإن تأثيرها يمتد إلى حياتنا كلها: فخطايا الماضي، والحاضر، والمستقبل قد دُفع ثمنها في الصليب. نعم حتى الخطايا التي لم نفعلها بعد يشملها غفران عمل المسيح على الصليب. فالسماء تنظر لتاريخ الإنسانية بجملته وترى خطايانا وقد تلاشت في دم المسيح. تأمل في ذلك. كم من الخطايا التي سترتكبها في المستقبل شملها تكفير يسوع على الصليب؟ هل هناك آية واحدة في الكتاب المقدس تخبرنا أن هناك معاملة مختلفة للخطايا التي فعلناها قبل الخلاص عن تلك التي سنفعلها بعد الخلاص ؟ بالطبع لا. بل هناك آية تخبرنا أنّنا “كنّا أمواتاً في الخطايا، أحيانا معه، وسامحنا بجميع الخطايا” (كولوسي ١٣:٢).
إن عمل المسيح على الصليب كامل. ويؤكد لنا أن كل خطايانا نُزعت عنا. إننا لا نعيش بمنطق أن خطايانا يمكن أن تُغفر أو ربما تُغفر أو سوف تُغفر. إن خطايانا قد غُفرت وللأبد.
يقول لك الرب: لا تقع في فخ أنّك تتصوّر أني أصفح عن خطاياك بشكل متدرّج. إن تفكيرك هذا هو نفسه التفكير بأنني أموت لأجل خطاياك مرة تلو الأخرى. لكن ثق أن دمي منحك الغفران الكامل دفعة واحدة. فإن عمل الصليب يتلخّص في عبارة واحدة “قد أكمل”، فانا أسألك أن تستريح تماماً وتتكل بالكامل على عملي لأجلك وتدرك أنك لست بحاجة لأن تسألني مرة ثانية عما وهبته لك بالفعل. لقد وضعت خطة الصّفح عنك قبل ان تطلب أنت ذلك. لقد دفعت الثمن بالكامل ولا توجد أي مديونيّة متبقيّة. ولن تستطيع أن تستمتع بقيامتي في حياتك ما لم تؤمن بكمال العمل الذي فعلته بموتي لأجلك. أنا أحبك، فثق في محبتي وكن سعيداً.