“وَقَالَ جِدْعُونُ لِلهِ: إِنْ كُنْتَ حَقّاً سَتُنْقِذُ إِسْرَائِيلَ عَلَى يَدَيَّ كَمَا وَعَدْتَ (فَأَعْطِنِي عَلامَةً عَلَى ذَلِكَ): سَأَضَعُ اللَّيْلَةَ جَزَّةَ صُوفٍ فِي الْبَيْدَرِ، فَإِنِ ابْتَلَّتِ الْجَزَّةُ وَحْدَهَا بِالنَّدَى، وَبَقِيَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا جَافَّةً، أُدْرِكُ أَنَّكَ تُنْقِذُ إِسْرَائِيلَ عَلَى يَدَيَّ كَمَا وَعَدْتَنِي”. (قضاة ٣٦:٦-٣۷)
إنه لأمر مُؤسف! ما زال الناس في العهد الجديد، يضعون جزّة الصوف. ماذا يعني وضع الجزّة أمام الرب؟ يعني الإتكال على السّيناريوهات المادية والعلامات الحسيّة كدليل أو تأكيد لقيادة الله. وهذا أمر خطير للغاية! فهذا ليس طريق الله لقيادتنا، لأننا كمؤمنين نسير بالإيمان لا بالعيان (٢كورنثوس ۷:٥).
على سبيل المثال: رأى شاب سيدة، فأراد الزواج منها، فيقول لله: يا رب، إذا كانت إرادتك أن أتزوجها، فدعها تُعدّ لي الأرز عندما أزورها اليوم. وفعلاً، عندما أتى إليها أعدّت له الأرز . فأخذ هذا الرجل ذلك على أنه قيادة من الله. هذا ما يسمى “الصوف”، هي ليست طريقة الله في قيادتك، بل هي طريقة جسديّة وليست روحيّة.
لا تفعل ما فعله جدعون، فجدعون كان رجلاً في العهد القديم لا يستطيع أن يرى الله في كلمته. ولكن الله من أجل رحمته سمح له بذلك. حتى عندما أخبره الله أنه قد دفع مديان إلى يده، لكي يقنعه الله أكثر، طلب منه أن يذهب إلى معسكر المديانيين ليسمع رجلاً يعطي حلماً وتفسيراً (قضاة ۱٣:۷).
سمعت عن سيدة، أرادت قيادة الله لتتزوّج من شاب كان يضغط عليها للزواج. قالت لله: سأخرج اليوم، وعندما أرى نجمة لامعة في السماء، فالرجل سيكون زوجي. وفعلاً، رأت حقاً النجمة عندما خرجت. وتزوجت هذا الرجل، لكن المفاجأة أن الزواج فشل فشلاً ذريعاً، وانفصلا بعد فترة قصيرة.
اليوم في العهد الجديد، الله لا يقودنا بجزّة الصوف. بل يقودنا ويُرشدنا بكلمته وقوّة روحه الذي فينا “لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ”(رومية ۱٤:۸). يقودنا الله من الداخل وليس من الخارج. لذلك، توقّف عن وضع جزّة الصوف، ادرس كلمة الله، واقض المزيد من الوقت في الصلاة بالروح القدس. وكلّما زاد الوقت الذي تقضيه مع الله، كلّما زادت معرفتك به وبطرقه. وعندما يكلّمك الله بروحك، تعلّم أن تأخذ الله في كلمته بالإيمان، وستجد السلام والراحة والقيادة في حياتك.