لم يعد غاضباً منك

0

“لأَنِّي أَكُونُ صَفُوحًا عَنْ آثَامِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ”. (عبرانيين ۱٢:۸)

هل تعتقد أحياناً بأن الله سعيد منك، وفي أوقات أخرى، يكون غاضباً منك؟؟ هل تعتقد أنه يغفر جميع أخطائك اليوم، وغداً يكون غير متسامح أبداً؟؟ للأسف، هذا ما يعتقده الكثير من المسيحيين!! يقولون لي:”الله يفرح بنا عندما نفعل الصواب، ويغضب عندما نرتكب الأخطاء”. أسمّي ذلك “المسيحيّة المنفصمة”.

إذا وجدت نفسك في هذه الحالة التعيسة! أؤمن أن السبب: أنك “تَعرُجُ بينَ الفِرقَتين” (۱ملوك ٢۱:۱۸)، تعيش بين العهدين: القديم (عهد الناموس) والجديد (عهد النعمة). ونتيجة لذلك، أنت تؤمن برسالة مُختلطة: تخبرك أنه في أوقات يكون الله سعيداً منك، وفي أوقات أخرى يكون غاضباً. وكأنك ترتدي ثياباً مُرقّعة بينما الكتاب أوصانا:“لاَ تَلْبَسْ ثَوْبًا مُخْتَلَطًا صُوفًا وَكَتَّانًا مَعًا” (تثنية ۱۱:٢٢).

اسمح لي؛ أن أُظهر لك شيئاً من شأنه أن يُوضّح هذا الإعتقاد الخاطئ: يقوم العهد القديم “الناموس” على:”يجوز لك..ولا يجوز لك”!! أريدك أن تلاحظ اليوم في الكتاب المقدس: أن الرب في العهد الجديد “النعمة” يقول:”أنا أريد”، “أنا أريد”، ومن الواضح: أن التركيز والطّلب في العهد القديم هو حول أدائك، بينما في عهد النعمة يتم التركيز والطلب على الله نفسه وأدائه. قال: “أَنّه يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا” (أفسس ٢۰:٣). تذكّر! المسيحية هي:”قد فعل، قد فعل، قد فعل”، وليست:”افعل… افعل…افعل”!! جاء يسوع ليؤسّس عهد النعمة، وتحت هذا العهد الله لم يعُد غاضباً منك، لأن غضبه قد نزل على جسد ابنه في الصليب، الذي مات وقام من أجلنا، وقدّم لنا كل شيء.

انتبه لما سأقوله الآن، لأن حياتك ستتحوّل تلقائياً. لسبب وحيد صرخ يسوع:”قد أُكمِل” (يوحنا ٣۰:۱٩)، لأن الله أفرغ كامل غضبه. فإذا كان الله قد أفرغ كامل غضبه على جسد يسوع في الصليب، فكيف يُمكن أن يغضب عليك اليوم عندما تفشل وتُخطئ!! كيف يمكن أن يغضب وهو الذي قال:“وَلا أَعُودُ أَبَداً إِلَى تَذَكُّرِ خَطَايَاهُمْ وَمُخَالَفَاتِهِمْ “(عبرانيين ۱۷:۱۰)؟؟ وحاشا ليسوع أن يكذب! “فاللهُ لَيْسَ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ” (عدد ۱٩:٢٣).

للأسف؛ لقد تمّ سرقة المسيحيين في علاقتهم مع الله!! لأنهم يؤمنون بالكذبة التي تقول:”الله غاضب منك بسبب خطاياك”، فتجنّب هؤلاء الإتصال بالرب، لإعتقادهم أنه يغضب منهم كلّما فشلوا!! فبدل الهروب إليه يهربون منه!! وبدل الذهاب إليه عندما يفشلون، فإنهم يسيرون في الإتجاه المعاكس!! ينبغي أن تعرف أن نعمة الله أكبر من خطاياك، وهو يحبك ويريد منك أن تسود في الحياة. لذلك، اذهب إليه بكل عيوبك لأنه إلهك الذي خلقك وأحبّك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.