“ذُوقُوا لِتَعْرِفُوا مَا أطْيَبَ اللهَ.هَنِيئًا لِلإنْسَانِ المُتَّكِلِ عَلَيْهِ” (مزمور ٨:٣٤).
خلق الله آدم، وأمره أن يأكل كل شيء إلا شجرة معرفة الخير والشر. قائلاً له:”لأنَّكَ يومَ تأكُلُ مِنها موتًا تموتُ”. وللأسف، تشارك الزوجان في عصيان كلمة الله “فأخَذَتْ حَواء مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ” (تكوين ٦:٣)، وهنا حدث شيء مُلفت للنظر! “انْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ”.
“فنادَى الرَّبُّ الإلهُ آدَمَ وقالَ لهُ: “أين أنتَ”؟، فقالَ:”سمِعتُ صوتَكَ في الجَنَّةِ فخَشيتُ، لأنّي عُريانٌ فاختَبأتُ” (تكوين ٩:٣–۱٠). أكل من شجرة معرفة الخير والشر، فخاف واختبأ، لأنه رأى نفسه عرياناً!! فما تأكله يُحدّد ما تراه.
حدث ذلك أيضاً مع تلميذيّ يسوع “كليوباس” وزوجته كما يعتقد البعض. اللذين كانا في طريقهما إلى مدينة تُدعى “عمواس”. “وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ”(لوقا ۱٥:٢٤–۱٦)، وسار معهم سبعة أميال في الرحلة، “يُفَسِّرُ لهُما الأُمورَ المُختَصَّةَ بهِ في جميعِ الكُتُبِ”(لوقا ٢۷:٢٤). وعندما وصلوا إلى وجهتهم، جلسوا لتناول الطعام، “فأخَذَ خُبزًا وبارَكَ وكسَّرَ وناوَلهُما، فانفَتَحَتْ أعيُنُهُما وعَرَفاهُ”(لوقا ٣٠:٢٤–٣۱).
المقارنة العجيبة!! أن “آدم وحواء” أكلا من شجرة معرفة الخير والشر، “فانفتحت أَعينهما وعلما أنهما عريانان”…بينما “كليوباس وزوجته” أكلا من شجرة الحياة “فانفتحت أعينهما، وعرفا يسوع”.
ما هي الرسالة التي تسمعها اليوم؟ أتسمع الناموس الذي يدين ولا يبرّر أحداً؟ أم تسمع الإنجيل الذي يُبرّر من يؤمن؟؟ فإذا سمعت تعليماً يُركّز على الناموس والخطيئة، فأنت تأكل من شجرة معرفة الخير والشر!! أما إذا تغذّيت من مائدة الرب أو إنجيل النعمة، فأنت تأكل من شجرة الحياة، وترى يسوع حاضراً!!
واليوم! القرار بين يديك؛ تريد أن ترى نفسك عارياً كآدم أم ترى يسوع كما رآه تلميذا عمواس؟