“أنا فيهِمْ وأنتَ فيَّ ليكونوا مُكَمَّلينَ إلَى واحِدٍ، وليَعلَمَ العالَمُ أنَّكَ أرسَلتَني، وأحبَبتَهُمْ كما أحبَبتَني”.(يوحنا ٢۳:١۷)
لقد علّم يسوع تلاميذه عن الحياة، والله، والإيمان، ومستقبلهم. لكنّه أراد أن يعرفوا أنّ أساس هويته وكلّ ما فعله كان مرتبطًا ارتباطًا مباشرًا بمعرفته للحقيقة التي شكلت كلّ شيء عن حياته وخدمته، وكان يُريد أن تشكّل وتمكّن تلاميذه كما فعلت معه. وهذه الحقيقة هي: كما أحَبَّني الآبُ كذلكَ أحبَبتُكُمْ أنا. اُثبُتوا في مَحَبَّتي”(يوحنا ە٩:١).
هل رأيت ذلك؟ أخبرهم يسوع أنّ المحبّة التي أحبّهم بها مُطابقة لمحبّة أبيه له. ثمّ طلب منهم أن “يثبتوا في محبّته” لم يقل يسوع أنّه أحبّهم لأنّهم استحقوا ذلك بل قال إنّه أحبّهم كما أحبّه الآب.
يمكن للمرء أن يجادل بأنّ يسوع كان من السَّهل أن يُحبّ لأنّه كان بلا خطيئة وأطاع أبيه. ومع ذلك، لم يُحبّ يسوع الآخرين بهذه الشُّروط. لقد أحبّهم لأنّه اختبر محبّة أبيه. لذلك، حدّد يسوع ما هي محبّة الله لنا من خلال الطَّريقة التي تعامل بها مع النَّاس. الشَّرط الوحيد الذي وضعه يسوع لنا لاختبار محبّته هو أن نؤمن أنّه يحبّنا.
إنّه إعلان رائع أن نعرف أنّ الله يحبّنا بنفس الحبّ الذي أحبّ به ابنه.