“فَمَاذَا يَحْدُثُ؟ إِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ قَدْ خَانُوا الأَمَانَةَ، فَهَلْ يُعَطِّلُ عَدَمُ أَمَانَتِهِمْ أَمَانَةَ اللهِ؟ حَاشَا”! (رومية ٣:٣)
قرأت مقالات، وسمعت عظات بعنوان “اللهُ يَكْرَهُ الطّلاق”(ملاخي ۱٦:٢). فيذهب البعض إلى حدّ الإدعاء بأن المُطلّقين سيذهبون إلى الجحيم!! أو في طريقهم إلى الهلاك إذا تزوجوا مرّة أخرى!!! هذا النوع من الرسائل لا يساعد الناس أبداً، بل يدينهم، فيعيشون في رعب.
كيف عالج يسوع المُطلّقين؟ لقاء رائع وحقائق مثيرة جدّاً في قصّة يسوع والمرأة السامرية. أريدك أن تلاحظ بعض الأمور المهمّة جداً: عرف يسوع أنها تزوّجت خمس مرّات، وأن الرجل الذي كانت تعيش معه حالياً لم يكن زوجها (يوحنا ۱۸:٤). هل هدّد يسوع المرأة بالجحيم أو أدانها على ماضيها؟ أبداً على الإطلاق. بل قدّم لها الحياة الأبدِيّة، وكشف لها أنه المسِيّا الذي سمعت أنه سيأتي. ماذا كان ردّ فعلها بعد سماعها كلامه؟ ركضت إلى المدينة، وأخبرت الجميع عنه وما قاله لها. نتيجة لذلك، “آمَنَ بِهِ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ كَثِيرُونَ مِنَ السَّامِرِيِّينَ بِسَبَبِ كَلاَمِ الْمَرْأَةِ”(يوحنا ٣٩:٤).
الله يكره الطّلاق، ولكن لا يكره المُطلّقين. ونحن كمؤمنين “أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ”(أفسس ٣۰:٥)، لن يُطلّقنا أبداً! لقد وعد أنه مهما فعل المؤمنون أو ما يحدث لهم، فإنه لن ينفصل عنهم أبداً. المؤمنون هم عروس المسيح، وحتى إذا كانت العروس غير مُخلصة، فهو سيبقى دائماً أميناً “إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ” (٢تيموثاوس ۱٣:٢). فمثلاً: بموجب القانون، إذا وقّعتِ على ورقة الطلاق، وزوجك لم يوقّع عليها، فأنت لا تزالين زوجته. وبنفس الطريقة: بموجب القانون، إذا أنكرت المسيح – تذكّر نكران بطرس (متى ۷٤:٢٦)- فأنت لا تزال عروسه، لأن ارتباطه بك عهداً أبدياً:“لن يتركك ولن يتخلى عنك أبداً”(عبرانيين ٥:۱٣).
اختبر داود الذي زنا وقتل:”أن محبة الله لا تفشل أبداً”، وذكر ذلك ستّاً وعشرين مرّة في مزمور ۱٣٦. لذلك، فإن إخفاقاتك في الحياة لن تلغي أو توقف حب الله الذي لا ينضب تجاهك. فتعلّم أن تغفر لنفسك، لأن الله سبق وغفر لك.