قال الرسول بولس لكنيسة غلاطية: “قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ” (غلاطية ە:٤).
إنّ عبارة السقوط من النعمة مصطلح دينيّ شائع الاستخدام لوصف المؤمن الذي يصارع مع الخطيئة، ويشير أيضًا إلى أولئك الذين اختاروا العودة إلى العالم والعيش كما فعلوا قبل أن يخلصوا، وهذا مُشابه لشخص مصاب بمرض يُهدِّد حياته فيكافح ويخوض معارك كثيرة وحده حتى يُنهَك و تخور قِواه فيفقد الأمل ويستسلم.
يحزنني دائمًا أن أسمع عن مؤمن يصارع الخطيئة ولا يستطيع أن ينتصر عليها. وكذلك الكنائس التي لا تفهم معنى “السقوط من النعمة” فطبعًا ستسود الخطيئة عليها.
إنّهم يُحاربون ويُصارعون خطاياهم لوحدهم و بقوتهم الذاتيّة لفترات طويلة دون أن يشعروا بالراحة حتّى يصلوا لمرحلة التعب ومن ثمّ الاستسلام. إنّ جمال الإنجيل هو عند فهمه بشكل صحيح لأنّه يأتي بالتَّشجيع والأمل لقلوبنا.
ماذا يعلّم الكتاب المقدّس فعلاً عن السقوط من النعمة ؟
هل كان بولس يقصد أن الغلاطيين خسروا خلاصهم ولم يعودوا أبناء الله؟
لقد استخدم بولس هذا المصطلح أولاً في رسالته إلى أهل غلاطية وأخبرهم أنّه عندما توقفتم عن الثقة بنعمة الله وفي كلّ ما فعله يسوع من أجلكم، وبدأتم في الحفاظ على ناموس العهد القديم للحفاظ على برّكم مع الله، سقطتم من النعمة.
“عندما تضيف شيئًا إلى نعمة الله لكي تنال رضاه، فأنت بهذا قد سقطت من النعمة”.
إن القفز من الطّائرة بدون أدوات الأمان يقتل الإنسان. ولكن من يقفز مستخدماً المظلة، فلن يخاف لأنّه يعرف أنها ستنقذه من موت محتّم وتعطيه هبوطًا آمنًا.
فالنِّعمة مثل المظلة لأنّها تمنع الموت والدَّمار، لكن يجب استخدامها وعدم تجاهلها، وإلا فمن يقفز مُتّكِلاً على قدراته الخاصة، فسوف يفشل وسيكون الموت هو النتيجة الحتمية له.
من المؤكّد أنّ المؤمنين يخطئون وأحيانًا يتَّخذون قرارات سيئة في حياتهم تؤدي إلى عواقب وخيمة. ومع ذلك، لا شيء من ذلك يغيّر حقيقة محبة الله لأبنائه، فهو لا يتركهم، ويريد بشدّة التواصل مع قلوبهم. بهذه الطريقة، يمكنّه إظهار قوّته لمساعدتهم في التغلب على موقفهم مهما بدا سيّئًا أو رهيبًا.
الحقيقة هي أنّ نعمة الله لا تتركنا، لكن يمكننا أن نترك نعمة الله عندما نتوقَّف عن الثِّقة بيسوع ونثق في أدائنا لنجعل أنفسنا مقبولين أمام الله ونستحق بركاته.
نحن نسقط من النِّعمة فقط عندما نفقد تركيزنا على يسوع وننسى كلّ صلاحه لنا.