دور النبي الحقيقي في العهد الجديد

0

إنّ خدمة النبي الحقيقي في العهد الجديد اليوم تختلف عن خدمة النبي في العهد القديم، على الرغم من وجود بعض أوجه الشبه.

كان الأنبياء في العهد القديم يكشفون خطايا الشعب، و يركّزون على إظهار المُشكلات. لكنّنا في عهد النعمة الآن ونعيش زمن بعد الصليب، حيثُ تعامل يسوع بالفعل مع مشكلة خطيئة الإنسان مرّة واحدة وإلى الأبد (عبرانيين ۲٦:۹). فموت الرب يسوع على الصليب أحدثَ وعياً عند البشر بكيفية ارتباط الله بالمؤمنين، وكيفيّة رؤية الله للعالم كله.

عند تخوم قرية السامرة أراد تلاميذ يسوع أن يتصرّفوا مثل النبي إيليا بأن تنزل النار على هذه القرية لأنّها لم تقبلهم. لكن يسوع وبّخهم بشدة وقال: “لَستُما تعلَمانِ مِنْ أيِّ روحٍ أنتُما”(لوقا ۲:٩ەەە). من الواضح أن التلاميذ الذين أرادوا الاقتداء بإيليا لم يتأثّروا بالروح القدس في هذه اللحظة. وإذا لم يكن الروح القدس، فقد يتساءل المرء عن الروح التي تأثّروا بها!

النبي الحقيقي في العهد الجديد يُبشّر بعمل الله، من خلال يسوع المسيح، وكيف حلّ مشكلة الخطيئة للأبد، من خلال ذبيحة نفسه مرّة واحدة وإلى الأبد.

تخبرنا الآية في سفر الرؤيا أن الشَّهَادَةُ عَنْ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ”(رؤيا ١٠:١۹). بعبارة أخرى، إذا كنت تريد أن تكون نبيًّا، اِشهد عن يسوع، وبشّر بالأخبار السارة. 

النبي الحقيقي يعمل تحت سلطان الروح القدس، ويتّفق جميع المسيحيّين على ذلك. قال الرسول بولس في كورنثوس الأولى إنّ عمل الروح القدس ليس إخبارنا بما ينقصنا، وما قد نحصل عليه في المستقبل، (كما فعل أنبياء العهد القديم)، ولكنّه يكشف لنا عمّا لدينا بالفعل، “النعمة التي نلناها مجّانا” في المسيح يسوع (١كورنثوس ١۲:۲).

أفضل نموذج لنبيّ في الكتاب المقدّس، ليس موسى، ولا إرميا، ولا دانيال، ولا حتى يوحنا المعمدان (الذي كان بحسب يسوع أعظم الأنبياء في العهد القديم)، بل هو الرب يسوع نفسه الذي كان لديه خدمة نبويّة هي الأعظم.

ماذا فعل يسوع؟ لقد بشّر بالأخبار السارة، وغفر للخطاة، وواجه البرّ الذاتي للفريسيّين وجعلهم “يَتَعَجَّبونَ مِنْ كلِماتِ النِّعمَةِ الخارِجَةِ مِنْ فمِهِ”(لوقا ۲۲:٤)، شفى المرضى، ورفع الأعباء الدينيّة عن أكتاف الناس، وتنبّأ أيضًا بالأحداث المستقبليّة، وأعطى كلمات الحكمة والمعرفة.

إنّ النبي الحقيقي في العهد الجديد لا يركّز بشكل أساسي على الأحداث المستقبليّة، على الرغم من أنّ التنبُّؤ هو من مميزات كونك نبيًّا حتى في العهد الجديد. إنّ النبيّ الحقيقي في العهد الجديد يكون تركيزه على الإنجيل، والشهادة على الخلاص بسبب صليب الربّ يسوع. 

إذا كنت تعتقد أنّك مدعو لأنْ تكون نبيًّا، فأنا أشجعك على دراسة العهد الجديد، و الكرازة بنعمة الخلاص الذي تمّت للبشريّة بفعل صلب وموت المسيح وقيامته. إنّ التركيز على إخبار المستقبل فقط ، أو إعطاء ما يُسمَّى بالتحيات النبويّة دون أن يكون لديك أساس معرفة الإنجيل، فمن المرجَّح أن تقع في الخطأ، ونتيجة لذلك قد تترك كثير من الناس مجروحين، ومُشكّكين في مسيرة حياتهم.

نبيّ العهد الجديد الحقيقي يفتح عيون الناس على يسوع وعمله الكامل. النبيّ الحقيقيّ يكرز بالإنجيل. لأنّ شهادة يسوع (وليس الشهادة عن الأحداث المستقبليّة) هي روح النبوّة. هذا يعني أنّ النبيّ الحقيقيّ في العهد الجديد يتصرّف مثل المسيح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.