المسيح – الخيمة الحقيقيّة

0

“لَمْ يَشْهَدْ إِثْماً فِي يَعْقُوبَ، وَلَمْ يَرَ مَشَقَّةً فِي إِسْرَائِيلَ. الرَّبُّ إِلَهُهُمْ مَعَهُمْ، وَهُتَافٌ لِلْمَلِكِ فِيهِمْ”. (عدد ٢١:٢٣)

هل تساءلت يوماً: لماذا تكلَّم بلعام على إسرائيل بالبركة بدل اللَّعنة عندما استأجره بالاق؟ هل تعرف ما رآهُ في إسرائيل وهو يقف على قمّة التِّلال؟

انظر ترتيب الأسباط:”ثلاثة أسباط شرقاً، ثلاثة أسباط غرباً، ثلاثة أسباط شمالاً، وثلاثة أسباط جنوبا”. تمّ هذا التَّرتيب “قُبالةَ خَيمَةِ الاجتماعِ وحولَها ينزلون(عدد ٢:٢٣٤)، أي أنَّ خيمة الاجتماع في الوسط وباقي الأسباط حولها. وإذا نظرتَ من الطَّائرة، ستُدرك: أنّ ترتيب موقعهم على شكل صليب. نعم، الربّ صنع خيمتَهُ بيننا “الكلمةُ صارَ جسداً، وسكنَ بيننا(يوحنا ١٤:١). و”يسوع المسيح” هو المسكن الحقيقيّ الذي كان وسط ترتيب الأسباط. هذا ما رآهُ بلعام، وهو ينظر إلى إسرائيل من القمّة.

فتح الله عيني بلعام، وكانتِ البركة الشّيء الوحيد الذي خرج من فمه. وأكثر من ذلك!! رأى مرّةً أخرى “المُخلِّصَ القادم”.. يقولُ بلعام:”أَرَاهُ وَلَكِنْ لَيْسَ حَاضِراً، وَأُبْصِرُهُ وَلَكِنْ لَيْسَ قَرِيباً. يَخْرُجُ نَجْمٌ (يسوع المسيح) مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَظْهَرُ مَلِكٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ فَيُحَطِّمُ طَرَفَيْ مُوآبَ، وَيُهْلِكُ كُلَّ رِجَالِ الْحَرْبِ” (عدد ١۷:٢٤). “وَيَبْرُزُ (يسوع المسيح) حَاكِمٌ مِنْ يَعْقُوبَ، فَيُدَمِّرُ مَا تَبَقَّى مِنْ مُدُنٍ” (عدد ٢٤:١٩).

وكما رأى بلعام من أعلى التِّلال “المسيح مصلوباً” وباركهم، كذلك يرى الله يفعل الأمر عينه من فوق. لم يستطع بلعام أن يلعن إسرائيل…لم يستطع ذلك ليس بسبب ما فعلوه!! بل بسبب ما رآه “الصَّليب، وما فعله يسوع”. وباركهم أيضاً بقوّةِ ما رآه “الصَّليب، وما فعلهُ يسوع”. “لَمْ يَشْهَدْ إِثْماً فِي يَعْقُوبَ، وَلَمْ يَرَ مَشَقَّةً فِي إِسْرَائِيلَ… لماذا؟؟ لأنَّ الرَّبَّ إِلَهَهُمْ مَعَهُمْ، وَهُتَافٌ لِلْمَلِكِ فِيهِمْ” (عدد ٢١:٢٣). لم ير إثماً أو مشقّةً، وأيضاً! الله لا يرى فينا إثماً أو مشقّةً في حياتنا. رفع المسيح لعنات الأسلاف عن حياتك. لا تصدِّق شخصاً يقول لك: يوجد لعنة في عائلتك!! لأنّ المسيح حَرَّرَنَا بِالْفِدَاءِ مِنْ لَعْنَةِ الشَّرِيعَةِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً عِوَضاً عَنَّا، لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ:”مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ”، لِكَيْ تَصِلَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ إِلَى الأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، فَنَنَالَ عَنْ طَرِيقِ الإِيمَانِ الرُّوحَ الْمَوْعُودَ” (غلاطية ١٣:٣١٤). المسيح صار لعنةً، لينقل لك البركة ولا يوجد سوى البركة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.