“لأنّي لَستُ أستَحي بإنجيلِ المَسيحِ، لأنَّهُ قوَّةُ اللهِ للخَلاصِ لكُلِّ مَنْ يؤمِنُ: لليَهوديِّ أوَّلًا ثُمَّ لليونانيِّ” (رومية ۱٦:۱).
من لا يحب سماع الأخبار السارة!! ماذا تشعر؟؟ كيف تتصرّف عند إخبارك أخباراً سارة؟ “الإنجيل” هو الخبر السار. نعم، “الإنجيل الحقيقيّ” هو الأخبار الجيّدة ۱٠٠%، وليس بشارة جيّدة ممزوجة بأنباء سيئة، وليس أخباراً سارة ممزوجة بالأخبار السيئة. وإذا كان الإنجيل الذي تسمعه يجعلك تشعر بالذنب والإدانة وعدم الأمان، فهذا ليس إنجيلاً.
سمعت عظة؛ أودّ أن أسمّيها “إنجيل الأخبار السارة والأخبار السيئة”. مفادُ الخطبة شيئاً كهذا!! “صحيح أنّ الله يحبّنا، لكن عليك أن تكون مُطيعاً ولا تخطئ، وإلاّ ستُقطع وتنفصل عن الشّركة مع الله”. هذا التّعليم مزيج “بين النّعمة والنّاموس” مزيج يقتلنا!! هذا ليس إنجيل العهد الجديد!! لأنّه “لا شَيءَ مِنَ الدَّينونَةِ الآنَ علَى الّذينَ هُم في المَسيحِ يَسوعَ” (رومية ۱:٨).
دعا بولس الإنجيل الحقيقيّ “إنجيل المسيح”، وهو لا “يستَحي بإنجيلِ المَسيحِ، لأنَّهُ قوَّةُ اللهِ للخَلاصِ لكُلِّ مَنْ يؤمِنُ” (رومية ۱٦:۱)…فيسوع هو بهاء مجد الله ورسم جوهره، وهو صورة الله غير المنظور. لذلك قال الرب يسوع:”من رآني فقد رأى الآبَ (يوحنا ۹:۱٤). ولكن للأسف؛ “هناكَ قومٌ يُزعجونكم ويُريدون أن يُحوِّلوا إنجيلَ المسيح” (غلاطية ۷:۱).. نعم، “يَفتَرونَ علَى ذَوي الأمجادِ” (يهوذا ٨:۱)، فإذا عرف النّاس مدى محبّة الله وصلاحه، فإنّهم سيُحبّونه ويعيشون من أجله.
واجه يسوع – في إنجيل يوحنا – العديد من المُتديّنين، الذين أرادوا أن يرجموا المرأة التي ضُبطت في الزنا، لكن يسوع أهداها “عدم الإدانة” (يوحنا ۱۱:٨). إنَ هديته هذه: هي التي مكّنتها من الذهاب وعدم العودة إلى الخطيّة مرّة أخرى. لقد سامح يسوع المرأة التي حكم عليها النّاموس بالموت. إن لطف الله وصلاحه وليس غضبه أو تخويف النّاس من الجحيم بل لُطفهُ إنَّما يقتادُ الجميعَ إلى التَّوبة” (رومية ٤:٢).
إن مسؤوليتنا اليوم؛ هي الكرازة بالبشرى السّارة دون مزجها بالأخبار السيئة. لذلك، علينا أن نتوقف عن لعب دور الشّرطي في الوعظ. لنُظهر دائماً محبّة الله التي في المسيح يسوع.
صح امين