“إِذَنْ، كَانَتِ الشَّرِيعَةُ هِيَ مُؤَدِّبُنَا (مرشدنا وخادمنا) حَتَّى مَجِيءِ الْمَسِيحِ، لِكَيْ نُبَرَّرَ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ”. (غلاطية ٢٤:٣)
تخيّل؛ أنّه في يوم زفافك، قدّم لك الخادم كتاباً كبيراً عن “قواعد الزّواج”، وأخبرك:”أنّ سرّ الزواج السّعيد موجود في داخله”. في بداية الأمر؛ تعتقد أنّه كتاب ذهبيّ، لأنّك تريد زواجاً ناجحاً، فتقرّر أن تفعل كل ما يقوله. وعندما تفتح الكتاب تجد قواعد وإرشادات لا تُعد ولا تحصى:”كن صادقاً..كن لطيفاً..قلِ الحقيقة دائماً.. استمع جيداَ.. احفظ وعودك.. قل:”من فضلك”.. وقل: “شكرا..”سامح”.. “لا تشته زوجة قريبك… إلخ..وتستمرّ في القراءة، وتجد أنّ هناك قواعد للزواج أكثر ممّا كنت تتخيّل!! تجد قواعد للأيام الخاصّة والمناسبات، وقواعد بشأن ما تأكل وما ترتدي، وقواعد بشأن حقوق الملكية، والمودة، وتنظيم الأسرة. أووه! لم أعلم أبداً أنّ الزواج عمل شاقّ، لكنّي أريد زواجاً مباركاً، لذلك، سآخذ هذا الكتاب معي إلى شهر العسل، لأتبع قوانينه. ثمّ تنتقل إلى الصفحة الأخيرة، فتجد رسالة مكتوبة بأحرف كبيرة:
“إذا كنت تحبّ زوجتك، تجاهل هذا الكتاب. أنت لست بحاجة إليه. إذا كنت تحبّها، ستحافظ على جميع القواعد دون عناء“..يا لها من راحة! يمكنني ترك الكتاب في المنزل، لأتمتّع بزواج رائع. ومع ذلك فهناك من لن يفعل ذلك!! هناك من سيحتفظ بالكتاب فقط في حال لم تمش الأمور كما يجب، فلا يوجد موقف يمكن تصورّه: أن تحلّ القواعد مكان الحبّ الحقيقي…هل ترى؟ إذا كنت تحبّ زوجتك، فلست بحاجة إلى الكتاب، وإذا كنت لا تحبّها، فلن تساعدك كلّ قوانين العالم.
للأسف!! يتعامل بعض الناس مع الكتاب المقدس كما لو كان كتاب قواعد، يساعدهم في علاقتهم مع يسوع. يعتقدون أنّ زواجهم سيكون سعيداً إذا التزموا بكلّ ما يقول الكتاب المقدس، أو على الأقل بكلّ ما يقوله يسوع. لكن الحبّ لا يعمل بهذه الطريقة. فإذا كنت تحبّ يسوع، فأنت لست بحاجة إلى قوانين، وإذا كنت لا تحبه، فالقوانين لن تساعدك…تذكر: أنّ الحبّ ينبع من القلب، وليس من كتاب.