“أَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ حَرَّرَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيئَةِ وَمِنَ الْمَوْتِ”. (رومية ۲:٨)
الإنسان الذي يضع كل تركيزه على حفظ الناموس سوف يختبر إحباطا مستمرا. لأن الهدف من الناموس هو أن يظهر أن العلاقة الصحيحة مع الله ليست نتيجة لإتمام أو حفظ بعض الوصايا. نحن نعيش الآن بواسطة الناموس الجديد الذي لم يؤسس على متطلبات خارجية، بل على رغبة وإرادة داخلية. لأننا عندما ندرك أن المسيح هو حياتنا، سيتم تحفيزنا بواسطة رغباته هو في داخلنا. سوف نرغب في فعل الأمور التي تمجّد الله، لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع هو الذي يحفّزنا ويمنحنا القوة لنحيا بأسلوب حياة الصلاح، وهكذا، فإن ما نركّز عليه الآن ليست الوصايا والقوانين، بل على علاقتنا الشخصية معه.
الحياة الناموسيّة تنشّط “ناموس الخطيّة والموت”. لأن الناموس ينشئ الرغبة للخطية (رومية ٥:۷) والخطية تؤدي إلى الموت (رومية ۲۲:٦). لذلك، فالإنسان الذي يتبنى الأسلوب الناموسي في الحياة المسيحية لن يجد النصرة مطلقا من خلال محاولاته لحفظ الناموس.
إن حتمية الهزيمة تزداد مع محاولاتنا لأن نحيا الحياة المسيحية واضعين تركيزنا حول الوصايا. فالناموس يخبرنا بما يجب علينا أن نفعله، لكنه لا يمنحنا القدرة لإتمام متطلباته. الشيء الوحيد الذي يمكن للناموس أن يعطيه لنا هو الشعور بالذنب نتيجة فشلنا. في رسالة كورنثوس الثانية ۷:٣ يصف بولس الناموس بأنه “خدمة الموت”، ثم في العدد التاسع يدعوه “خدمة الدينونة”. هللويا نحن قد متنا عن نظام القواعد والقوانين، وولدنا ثانية لعلاقة النعمة فوق الطبيعية!
النعمة تعني أن الله يفعل شيئا من أجلي، أما الناموس فيعني أنني أفعل شيئا من أجل الله. لدى الله متطلبات مقدسة وبارة يضعها عليّ: هذا هو الناموس. الآن، إن كان الناموس يعني أن الله يطلب مني شيئاً يجب عليّ أن أتمّمه، فالتحرر من الناموس يعني أنه لم يعد يطلب مني أن أتمم أي شيء، بل هو نفسه قد تمّمها بدلا مني. الناموس يعني أن الله قد وضع عليّ شيئا لأتمّمه، بينما الحرية من الناموس تعني أنه قد أعفاني من إتمام هذه المتطلبات، وبالنعمة تمّمها هو بنفسه. أنا لا أحتاج أن أفعل شيئا من أجل الله هذه هي الحرية من الناموس.