“لا يَغلِبَنَّكَ الشَّرُّ بل اغلِبِ الشَّرَّ بالخَيرِ”.(رومية ٢١:١٢)
رأى رجل أفعى تحترق فقرّر إخراجها من النار. عندما فعل ذلك، لدغته، ممّا تسبّب في ألم رهيب في يده. أطلق الرجل الأفعى، فسقطت مرة أخرى في النار. نظر حوله فوجد عمودًا معدنيًا أخرج به الافعى من النار، وأنقذ حياتها. اقترب شخص كان برقب منه وقال له:”لقد لدغتك فلماذا لا زلت تحاول إنقاذها؟” أجاب الرجل:”طبيعة الأفعى هي اللّدغ، لكن هذا لن يغيّر طبيعتي، وهي المساعدة”. قال الرب يسوع: “أمَّا أنْتُمْ أيُّهَا السَّامِعُونَ، فَأقُولُ لَكُمْ: أحِبُّوا أعْدَاءَكُمْ، اصنَعُوا خَيْرًا مَعَ مَنْ يُبغِضُونَكُمْ. بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ، وَصَلُّوا لِأجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ مُعَامَلَتَكُمْ” (لوقا ٢۷:٦–٢٨).
أستطيع أن أتخيّل علامات الذهول التي كانت على وجوه الذين سمعوا يسوع عندما كان يقول (أحبوا أعداءكم) فالذين كانوا حاضرين في هذا الوقت كانوا يسيرون في شريعة موسى التي تقول (العين بالعين) بالتأكيد أنّهم كانوا يعانون من صعوبة في فهم لرسالة محبّة المسيح ولكنك عندما قبلت الرب في حياتك فأنت ولدت من جديد وبداخلك القدرة على محبّة ليس أعدائك فقط إنما أكثر الأشخاص الغير محبوبين بالمرة. حتى ولو صمّم أحد الأشخاص بأن يعاديك بدون داعي مثلما فعلوا مع يسوع (يوحنا ە١:ە٢) فأنت لديك القدرة لتحبهم وتغفر لهم أيضاً لأنك تحمل بداخلك طبيعة المحبة.
لذلك، عندما تحسن للذين يضطهدونك، فأنت توضح هويتك بأنّك إبن الله. فأنت غير مضطّر بأن تنشغل بأعدائك أرفض أن تنزعج تجاه من يعاديك وركّز على مستوى المسيح الأعلى الذي من خلاله تستطيع أن تحب أي شخص يحقد عليك. ولتكن مثل أباك السماوي وأحبب كل الذين حولك. ربما لا يتقبلوك في بداية الأمر وربما يكرهونك أكثر من الأول ولكن لا تقلق فالمحبة لا تسقط أبداً بل تربح في النهاية.
“لا تغير طبيعتك لمجرد أن شخصًا ما قد آذاك. حافظ على قلبك الطيّب، وتعلّم أن تأخذ الاحتياطات”.