تمسّك برحمة الله

0

“أَسْمِعْنِي فِي الصَّبَاحِ رَحْمَتَكَ، فَإِنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ”. (مزمور ٨:١٤٣)

داود ذلك الرجل التقيّ، والذي اشتُهر بقتل جليات العملاق، وحقّق الإنتصارات العسكريّة العظيمة كملك لإسرائيل، ولكن رغم ذلك كانت له سقطاته وعيوبه، ومرّ بالعديد من لحظات الإفلاس الأخلاقيّ في حياته، فقد كانت عواقب خطاياه مُدمّرة له، عانى منها الكثير من عذاب الضمير، وفي وسط ظلامه اكتشف حقيقة من شأنها أن تُنعش روحه وتعطي حياته هدفاً وتوجّهه باتجاه آخر، والحقيقة قد كُشفت في الآية الإفتتاحية.

أراد داود أن يُغذي روحه برحمة ومحبة الله الدائمة له كل صباح. كانت محبة الله مصدر الثقة والإيمان لديه، وأعطت هدفاً لحياته، ومكّنته من الإستسلام لمشيئة الله. اكتشف داود، وسط آلامه الشخصية وإخفاقاته الأخلاقية، أن الله لن يتخلى عنه ولن يحجب وجهه عنه. إن خطايا داود في الزنا والقتل لم تمنع عنه محبّة الله.

في الحقيقة، إنّ إعلانه عن حقيقة محبة الله الدائمة له أعادت إيمانه وصوّبت هدفه. ومن ثم مكّنته من العيش في خضوع كامل لمشيئته.

أصلي أن نلتمس جميعاً محبة الله الدائمة لنا كما فعل داود مُتناسين الإخفاقات التي واجهناها في حياتنا، لأن إيماننا بحقيقة محبة الله الثابتة لنا سوف يمنحنا نفس النتيجة التي حقّقتها لداود.

ما أجمل لو جعلنا من صلاة داود البسيطة والصادقة صلاتنا! فلنردّد معه: أسمعني في الصباح رحمتك فإني عليك توكّلت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.