لا تصلي بلجاجة

0

“سَأُجِيبُهُمْ قَبْلَ أنْ يَدْعُونِي، وَبَيْنَمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ سَأستَجِيبُ لَهُمْ”.(إشعياء ە٢٤:٦)

لن أسألك اليوم إن كنت تصلي لأنك حتماً ستجيبني: من لا يصلّي؟ لكنّني أودّ أن أسألك كيف هي طريقتك بالصلاة؟ يتعامل كثيرون مع الله كما تعاملت الأرملة مع القاضي الظالم، وهذه القصة أخبرها يسوع – ولكن للأسف فهمت خطأ من المسيحيين – وهي تتكلم باختصار عن قاض قاس لا يحترم أحد، وقد قصدته أرملة تريد أن تأخذ حقها من خصمها، وقد أزعجته كثيراً بطلبها وشدّة إلحاحها، فقرّر أخيراً أن يحلّ لها مشكلتها كي تتوقّف عن إزعاجه. وأكمل يسوع قائلاً: “أفَلا يُنصِفُ اللهُ مُختاريهِ، الصّارِخينَ إليهِ نهارًا وليلًا، وهو مُتَمَهِّلٌ علَيهِمْ؟ أقولُ لكُمْ: إنَّهُ يُنصِفُهُمْ سريعًا! (لوقا ۷:١٨٨).

يسوع بهذه القصة لا يريدك أن تشبّهه بالقاضي، ولا يريدك أن تشبّه نفسك بالمرأة، لكن المشكلة أننا عكسنا هذا النص بأذهاننا واعتقدنا أن الله كهذا القاضي الشرير لا يهتمّ، أصمّ، لا يسمع من أول مرة. أو إذا طلبنا من الناس حولنا أن يصلّوا معنا لوقت طويل سوف نجعله يتحرك بسرعة ويعمل شيئاً من خلال جهدنا وإصرارنا، مع أن يسوع قال:“حينَما تُصَلّونَ لا تُكَرِّروا الكلامَ باطِلًا كالأُمَمِ، فإنَّهُمْ يَظُنّونَ أنَّهُ بكَثرَةِ كلامِهِمْ يُستَجابُ لهُمْ”(متى۷:٦). فأنت لست بحاجة أن تستمرّ بالقرع على باب السماء، وتصرخ ليل نهار وتتوسّل بدموع كي تنال طلبتك، بل العكس تماماً الله دائماً هو المبادر الأول بمحبته وكرمه، وهو مهتم بشؤونك أكثر منك ودائماً مستعد أن يرد عليك ويعمل لأجلك دون مماطلة.

كانت الأرملة تتكلم مع قاض بشريّ بينما أنت اليوم تتكلم مع القاضي الحقيقيّ مع أبيك السماويّ. هذا يعطي فرقاً كبيراً جداً!! فلا تظنه جالساً في السماء ويتعامل معك كأنك بمحكمة وينتظر منك أن تصرخ إليه ليظهر لك الرحمة، لأن علاقتك معه ليست قضائيّة بل عائلية.

يتلذذ الرب عندما تتكلم معه، لذلك تقدر أن تقترب إليه بجرأة دون أن تترجاه أو تطلب من أي أحد مساعدتك كي يقنعه كما يعمل الناس حين يأخذون معهم محامياً كي يقنع القاضي. الله معك اليوم لا يريد منك أن تصلي كفريضة وألا تظنّ أن الوقت الطويل بالصلاة سيرضيه أكثر. عندما تصلّي كن مقتنعاً أنه يسمعك ويريد أن يظهر لك محبته. وهو يباركك كل الوقت وعنده الرغبة والقدرة كي يعطيك أكثر مما تتصوّر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.